الأحد، 5 مايو 2013

ظل طائرة

لطالما ترددت في أوساط المجتمعات الشرقية الذكورية عبارة "ظل راجل ولا ظل حيطة"، إلا أنه وبالتجربة ثبت أن هناك نسبة لا يمكن تجاهلها من الذكور تفتقد لابجديات الرجوله التي تميز بها آدم من بني الأنسان، وصفات رئيسة اصطفته للقيام بمهام يتعذر على الأنثى ان تسهم فيها ولو بالنية، أوصلت حواء للكفر بتلك المقولة، وتجهيل قائلها ووصفه بالعنصرية واتهامه باقذر ما يمكن ان يتهم به إنسان، وجعلتها تردد بأنه قطعا ظل الوجود مجردا من ذكر أرحم من ظل راجل لا يرى لها أي معنى في الوجود بدونه

تلك المجتمعات الذكورية، تتردد في أوساطها قصصا تفوح منها رائحة عنصرية الجنس المنتنة، وتصبغ تفاصيلها وتلون فصولها سلطة مطلقة تفسد أي مخلوق على هذه البسيطة تم منحها للذكر بإرادة سياسي قذر يهدف لإلغاء نصف المجتمع وأكثر  واجهاض ارادته وفرض لغة الغاب لم يجد له نصير لتحقيق ذلك - ومشاركته استثماراته في السيطرة على المجتمعات والتحكم في أدق تفاصيل حياته وتأييده بالنص المقدس والبرهان الذي لا يقبل الشك واليقين ويتعذر دونه نظرات من التأمل - من رجال الدين المتعطشين لتقمص صورة الرب في أرضه، والقيام بأدواره نيابة عنه، ليتوجه الناس لهم بالعبادة والطاعة بدلا من صرفها له، آلهة في الأرض وآلهة في السماء، الدين الذي هو أفيون الشعوب حين تتقلص صورته في (حلال/حرام) - تخدم أغراض رجل السياسة والدين - على حساب روحه التي تبعث الحب والثقة والأمان بين أفراد المجتمع الواحد وكنهه الذي يمنح يقين لا يقبل الشك في عدالة السماء

وبين غيبوبة الذكر المنتشي بتلك السلطة المزيفة، وذاكرة الأنثى المجهضة تهميشا وإلغاء  وتحجيم، تفقد تلك المجتمعات أبدع ما ميز به الخالق كوكب الأرض عن كافة الكواكب في الدنيا، ذكر وأنثى، جنبا لجنب من الطفولة للكهولة يبنيان مجتمعا سويا طبيعيا تتكامل فيه ذكورة الأرض وأنوثة الحياة، مجتمع يلتقي فيه الذكر والأنثى بكل أمان وثقة بعد ان يتخلص من ترهات رجال الدين وفرضيات المثليين سياسيا، مجتمع يتبارى فيه الجنسين لإعمار الأرض وتحقيق غاية الخالق من الوجود دون تمييز، مجتمع تمكن فيه الإرادة واستشعار المسؤولية للفرد تجاه نفسه، ومجتمعه بشكل تجعله قادرا على اتخاذ قرار
 وتحمل تبعاته وفق حرية مطلقة أرادها الله لخلقه "كل نفس بما كسبت بصيرة"

أكتب هذه الحروف وأنا في غاية الأسف لنفسي وجيلي بعد أن تجاوزت  ثلاثين عام قضيتها في مجتمع مثلي -قصرا لا اختيارا- بالدرجة الأولى وذكوري بالدرجة الثانية، ثلاثون عام لغة الحوار بين الذكر والأنثى فيه يستحي من بقي فيه إنسان من ذكرها أو التعليق عليها، أنثى لم تشعر بلحظة استقلال وكينونة للحظة ولم يمنحها مجتمعها المسلم لإرادة السياسي وعبث رجل الدين تلك الفرصة، لك أن تتخيل وصفها لأي علاقة لها كانت مع الذكر والتعليق على أي مرحلة من مراحل الإعجاب والحب التي تتخللها، لك أن تخمن بمفرداتها ومساحة الكلام ولغة الحديث التي لن تخرج عن دائرة الضعف والقهر والهزيمة والإنكسار اذ أصبحت تلك المنظومة هي المكون الحقيقي فيها بدلا من الإنسان الذي خلقه الله فيها قويا. مستقلا، عزيزا.

أتسائل بحرقة وألم! عزيزي الرجل في هذا المجتمع الذكوري المنتن هل أنت سعيد بتجاربك الاجتماعية والعاطفية والوجدانية
 مع أنثى هذا المجتمع وقد جردت من أدني صور الحياة فيها؟

أي تكامل تنشده معها وقد فرغت الإنسان منها وألغيت وجودها دون جسدها الذي اصبح هدفك الذي يحقق السلطة المطلقة للسياسي والمثلية المنشودة لرجل الدين وأنت تحسبه يشبع رغباتك التي باتت مشوهة تفتقد جمال الحيوان فيك

أي مشاركة تود القيام بها معها وقد فرضت عليها - بجهالات رجال دين لا يتورعون ان يقوموا مقام الرب دون أدنى تقديس لمهمته في منح حرية لعبده ومحاسبته على اختياراته- لبسها وأماكن وطريقة تواجدها وفرص مشاركتها وعملها، حددت ذلك عزيزي الذكر وحدك، وكأنك خالقها والقيم عليها

أي فطرة سوية تنشد، والأنثى غائبة عن وجودك في كل مراحل حياتك


ظل مجتمع سوي ولا ظل سلطة مطلقة تورث الشذوذ القصري




Sent from my iPhone

الخميس، 13 ديسمبر 2012

رسالة ورد

SMS:
خبرني كان بعده بيزكرني .. ع السهرة ناطرني.. ياناسيني .. حلفتك خبرني كيف حال الزيتون والصبي والصبية بفي الطاحون.. آآآه خبرني

رد:

رجعت العصفورة تعشش بالقرميد ... و السوسنة رجعت تزهر من جديد .. اجت الشتوية تجمعوا العشاق ... رجعت المدارس ، اطفال وتلج وعيد ... ورجع السمان ومد جناحو ... بس اللي راحو ،، راحو

الأربعاء، 7 نوفمبر 2012

رغبة

أشتهي أن أشتهي، رغبة في السكون ، حالة من ألا شيء، موسيقى بلا صوت، نهاركم سعيد

أستعد لمحاضرة المساء، عقلي مزدحم بالفراغ، روحي مليئة بالخواء.

ليست حالة سيئة.. لا تزعجني .. قليلا فقط

فيه باب غرقان بريحة الياسمين 
فيه باب مشتاق فيه باب حزين.

كيف لي أن أستفيق بحضنك الأنقى وألتمس الأمان؟

حبيبي

الجمعة، 5 أكتوبر 2012

وجهة "حب"


أسميه "منطق الروح"
يألَفُه العشاق السرمديون والصوفية المترهبنون!
يأنس به الذين يجدون توافقا مع أحبائهم أيام الوصال لأنه يحاكي كثيرا من تفاصيل التناغم (التنادم) واشتياقات الغياب (التأزم)، حيث يعزف المحبان على أوتار المشاعر عزفا فريدا متصاعدا باتجاه ذروة الحب تارة، ومتنازلا باتجاه قرار الهجر تارة أخرى!
ولايحبه من يكتشف أنه يكتنف العشق منذ البداية ويحدد مصير صدقه ويفرق بينه -بناء على تلك البداية- كحاجة إنسانية عليا وبين فضوله؛ الرغبة البشرية الدنيا!

إنه يصنف الحرية والطبيعة والانسجام مع الذات (التخلص الروحي كما يرى ابن حزم) كعوامل أساسية لنشأة أي عشق صادق، وأن صدق الوصل يتطلب توافق ذلك بين التوأمين،
ويقضي بأن عين العاشق هي قناته الأصلية لروحه المتخلصة، حيث ينشأ العشق التام الخالد، وأن ماسواها يجدر به ألا يكون بريد الحب الأول!
كما إنه يَعِدُ العاشقَ بأن وصلَه لا يطفئ أشواقه، ويعلمه بأن أحزانه طقوس مقدسة لا تعرف النهاية وأن حكاية الصبر فيه ليست إلا محض لذة الألم وخلود الأمل!

هذا المنطق -الذي لا يصدقه العقل- يجتاز بالإنسان مراحل في العمر لا تفسرها فلسفات التراكمات الاجتماعية ولا تدركها نظريات التغيير النفسية، وخاصة فيما بتعلق بسلطة الذكورة أو ملكية الأنوثة!

السبت، 15 سبتمبر 2012

فلسفة الإختيار والرضا






حين تتعالى صرخات بكاءك في مكان ولادتك يتحقق قدر وجودك بالحياة الذي لا مفر منه سوى بمغادرتها ميتا .. هناك وفي تلك اللحظة  "يبعث الله ملكا فيؤمر بأربع برزقك وأجلك وشقي أو سعيد" (1)   وبين مساحة القدر والاختيار تتجدد رحلة الرضا والسخط بحثا عن السعادة وهروبا من لحظة شقاء وتعاسة

منذ تلك اللحظة تبدأ رحلة الانسان مع اختيارات الحياة واختباراتها .. ويتدرج فيها من مسيَر باختيارات غيره في مرحلة الطفولة ومساحات ضيقة من التخيير إلى مخيًر في اختيارات نفسه كلها بين (اختيارات سابقة أصبحت قدرا واختيارات مازالت خيالات وآمالا ربما يختار فرضها في الوجود وربما يختار حسم بقاءها حتى خيالا من الوجود وربما يتلذذ أو يتعذب ببقائه في حيرة (اللا اختيار) دون أن يقرر فرضها واقعا أو إلغائها خيالا وآمالا

موقع المرء في مرحلة الاختيار وصعوبته لتحصيل الرضا بعده يعتمد على مواقع تلك الخيالات والآمال من قلبه مقارنة باختياراته السابقة (التي أصبحت قدرا يعيشه), وهو إما كيِس فطن أعد العدة لحسابات تظهر محاسن ومساوئ الحركة من خيار لآخر أو العيش بينهما وفق أخلاقيات ومبادئ وقيم حاكمة اتفقت عليها حضارات وثقافات ضاربة في تاريخ البشرية قدما ورسوخا مذ خلق الله آدم, قد توصله للشعور بالرضا وفق اختياراته اثباتا أو محوا للواقع نفسه أو لتلك لخيالات و الآمال, وإما متهور أغمض عينا عن اختياراته السابقة (قدره) دون أن يغمض الأخرى مع أختها ليرضى بذلك القدر ويتعايش معه بل جعلها نافذة لاختيارات كانت مجرد خيالات وآمال وأصبحت واقعا ماثلا أمامه ويفرض نفسه اختيارا ليعيشه لوحده أو مع اختيار سابق أو يتخلى عنه عله يصل للشعور بالرضا من جديد وفق اختياراته اثباتا أو محوا لاحدهما دون الآخر, وإما محروم بقيت عيناه مبصرتان دون بصيرة تهديه لاختيار بين واقع أو خيالات وآمال تحرمه لذة اللحظة الممنوحة في واقعه دون وعد بلحظة تتبعها من الخالق يتبين فيها نفس واقعه أوخيالا أو أملا, فهو في تلك الحالة تائه حيث لا خلق ولا مبدئ ولا قيمة تبقيه راضيا بواقعه أو تتحرك به لتلك الخيالات والآمال عله يرضا بها ويسعد

وللحديث بقية


الصورة من موقع
http://www.famakeover.com/2010/07/choice-a-contrarian-view/

الثلاثاء، 4 سبتمبر 2012

هداية




اليقين وحده بوجودي في تلك الحجرة القصية من هدايتك الواسعة لخلقك هو من حملني على تجشم صعوبات الاعتراف والاعتذار من جديد وقد مللت ذات الأسئلة وجواباتها المترددة بين الشك واليقين


رحلتي مع الشك وصولا لليقين، والتي فرضت نفسها على تفكيري ونمط حياتي اليومي منذ أكثر من ثلاث سنين، حيث وصلت في أعلى مستوياتها العملية للخلق والوجود برمته، رحلة تتراوح بين "مرارة" الحيرة والاستفهام المستمر طمعا في تبين يقين وإيمان لا يعدو أن يكون إرثا مقيدا ووسيلة منقطعة لا تصل بخالق ولا تعرف بمخلوق، و"حلاوة" حقيقة البحث والتقصي عن الإيمان والوصول إلى معالم منه لم أحلم أن أذوق حلاوتها


تلك الرحلة مع الروح والعقل .. كانت تتسم بالخطورة وفق الموروث البائس في توضيح مسائل الاعتقاد ومعرفة الخالق، لكنها كانت مأمونة لمن تيقن أن لهذا الكون خالق ومسبب لن يضيق ذرعا بمن كان صادقا في البحث عنه، فلن يسقط عليه كسفا من سمائه أو يحل عليه عذابا في أرضه، لعلمه السابق بجحيم الحيرة والسؤال ونعيم الهدى والإيمان، بل هو متلهف ومحب لهدايته إليه والدلالة عليه على أن يكون صادقا في البحث عنه حتى يتفيئ ظلال الايمان به

وللحديث بقية

الصورة من موقع:
awake muslims

الأحد، 2 سبتمبر 2012

متصل بالإنترنت










بكل قسوة قالت لي : "أنت تتحمل كل ما يجري لك، لا تنتقل للعن أحد قبل أن تفرغ من لعناتك مع نفسك، تصالح معها وستجد الآلية والبيئة المناسبة لتتصالح مع الحياة برمتها"

تلك العبارة لم تكن أول مرة أقرأها أو أسمعها في حياتي، ولكنها هذه المرة جاءت في ظروف مغايرة جعلتني أتجرد من ذاتي لأول مرة وأضعها أمامي كما لم أرها من قبل

الرغبة العارمة والشغف بالحياة تكفي لتدخل في مرحلة مراجعة  بلا هوادة لكل عاداتك وسلوكياتك وربما تنتقل إلى مستوى القيم والمثل ان أردت الوصول سريعا للحياة التي تؤمن بأحقيتك بها وحاجتك الماسة في ان تعيشها

مباشرة وبدون تردد، بقيت اسأل نفسي بعد تلك الرسالة منها، ماهو خصامي الرئيس مع نفسي فجاءت الاجابة مباشرة وبدون تردد إنه وقتك، لكنني أعرف قطعا بوجود المزيد من الوقت رغم الطموح الجامح، لأجد أمامي السؤال الأهم والذي أوصلني لتحسس مكمن الخلل وموضع الألم في تعاطي مع الوقت المتاح: "لماذا لا استطيع ان استمتع واستفيد من كل ذلك الوقت المتاح" ؟

فلم أجد ما يشغل اليوم والليلة ويبقيني متصلا بغير ما أريد لوقتي حتى وأنا نائم سوى (سلوكي مع الإنترنت)

يالله، تخيل! في الوقت الذي ينقطع فيه المرء عن "الطموح واليأس، النجاح والفشل، الرضا والسخط، الغنى والفقر ،السعادة والحزن، ....." وكـل متضادات الحياة ومشاعرها المختلفة وهو نائم كنت أنا متصلا بالإنترنت وأتلقى العديد من الاشعارات والتنبيهات وابتدأ يومي بذلك بعد أن خلفت أمسي أيضاً كذلك

بقيت أتسائل بحرقة "هل سيجد متعة الوقت ويستغله كما يحب من انقطع عن حياته وبقي فقط متصلا بالإنترنت بهذه الطريقة الاستغلالية"

عدت للوراء قليلا بل كثيرا وطويلا، لأجدني عاجزا عن تذكر ذكرياتي الجميلة في الحياة منذ تخرجي من يأس الجامعة وقنوط الرياض، خمس سنوات من حياتي في الشبكات الاجتماعية بدءا ب"فيسبوك" وانطلاقا الى "تويتر، لينكد إن, باث, نتلوق، فليكر، فليكستر، والعديد من برامج الشات من خلال الهواتف الذكية" ذكرياتي التي أخرجتها من إطارها الواقعي الذي كنت أتشارك به مع دوائر حياتي الحقيقية (أنا وعائلتي، أهلي وأصدقائي المقربين، وبعض أقارب وأصدقاء لا يفرط بهم عاقل) لأشاركها في دوائر حياة افتراضية من خلال الانترنت  وشبكاته الاجتماعية

في الوقت الذي يستطيع والداي استذكار لحظات سعيدة في أقصى مواقع الذاكرة والزمن السحيق من العمر أجدني عاجزا عن ذلك مع خمس سنوات فائتة فقط رغم قدرتي على التوثيق بالصوت والصورة وأرشفة كل شئ بأسهل الطرق وأنجع الوسائل الالكترونية

وبينما كنت أباشر حياتي الخاصة من "رياضة، وقراءة، ومشاهدة أفلام، واستماع للفن والموسيقى، ولقاءات عائلية، واجتماعات مع أهلي وأقاربي، وأوقات للحياة مع أصدقاء مقربين لقائهم بالحياة، ولحظات من التأمل، ووحي من التحنف والخلوة التي تصل الأرض بالسماء, وأيام من الأمل والطموح والرغبة الجامحة في السعادة" دون تشويش أو تأخير مزعج او انشغال مسيء للادب والذوق احيانا بغير ذلك  - كمشاركة من لا يهمه من أمري سوى أن أملئ "التايم لاين" في صفحته باي شبكة اجتماعية بتلك اللحظات-  

وجدتني مستسلما للبقاء متصلا بالإنترنت والمشاركة في شبكاته الاجتماعية بحياتي وأنا (أمارس الرياضة، أو أقرأ، أو أشاهد فيلم، أو استمع لموسيقى، أو أتحدث لزوجتي وربما حتى ونحن نمارس الجنس، أو ألعب مع بناتي "غادة وغزل" ، أو جالسا بجوار والدي ووالدتي، أو مع أصدقاء تدفع ما تملك ليهبوا لك لحظة من اوقاتهم وحياتهم المليئة بالحياة الحقيقية، وللأسف حتى وأنا في أروع لحظات التجلي وساعات الاتصال بالخالق من خلال صلاة أو قراءة لكتابه أو ابتهال ومناجاة ودعاء) وكأن وجود تلك اللحظات الماتعة والدقائق الثمينة والغالية من الحياة على أرض الواقع ليست كافية, وتخلو من الروح والمعنى حتى تصبح "POST" في الشبكات الاجتماعية, وهذا ال "POST" في الشبكات الاجتماعية ليس عملا منفردا بل مسبوق بمطالعة في "Time Line" شبكة أو شبكتين اجتماعية ومتبوعة بقراءة التعليقات عليها والردود واعادة النشر لها ولحظات من الاعجاب بالنفس التي ليس لها قيمة

وقفت أتسائل بكل تجرد ووضوح "لماذا كل هذا؟"

لماذا كل هذا الركض في "تايم لاين" كل شبكة اجتماعية قبل النوم وحين الاستيقاظ  ومع عائلتي ووالداي وأصدقائي وأثناء العمل وقبل كل عمل وبعد كل عمل، وحين الإجازة لماذا؟

هل هناك من يكسب من كل هذا (أنا وعائلتي، أسرتي وأصدقائي المقربين، بعض الأقارب والأصدقاء الرائعين) هل بقائي متصلا حال نومي واستيقاظي يهم كل دائرة منهم حسب أولويتها، ما مدى حاجتي وحاجة كل من ذكرت أعلاه لبقائي متصلا بالإنترنت، هل هناك من يستمتع حقيقة ببقائي متصلا بهذه الطريقة المزعجة والأسلوب الفض في الحياة

هل تلك الدوائر في حياتي وأولويتها حقيقة وليست مجرد مثاليات أحاول أن اتظاهر بها أمام الاخرين لكسب بعض الاعجاب؟ هل فشلت في الاستمتاع بحياتي وفق دوائرها على الواقع مما اضطرني لنقل ادق تفاصيلها لتلك الشبكات الاجتماعية وذلك العالم الافتراضي؟ هل حياتي واصدقائي في ذلك العالم الافتراضي أكثر اسعادا لي ومشاركة لحياتي واهتماما لامري من تلك الدوائر التي اصحو وانام وانا اردد اولويتها في حياتي؟ هل فشلت في بناء ذاكرتي وتعزيزها بلحظاتي "السعيدة والحزينة والطموحة والمحبطة والهادئة والمزعجة والضاحكة والمبكية والمتعقلة والمجنونة والمكتسية بالوحدة والممتلئة بالخلطة" ومنحتها للانترنت ليدفع رواتب موظفين تلك الشبكات ويبني حياتهم الواقعية وذاكرتهم كما يريدون؟  هل من الممكن أن آخذ معي تلك المكتسبات من أصدفاء رائعين في الشبكات الاجتماعية لحياتي الواقعية لتصبح أكثر نضرة وأزهى معنى وقيمة؟ ماذا استفدت من إيمان زوجتي بأنها لا تعني شيئا حينما تقارن نفسها بجوالي "جلاكسي" أو جهاز "الايباد" ,وبقاء ابنتي تردد "بابا مشغول بالجوال" ,واستمرار والدي في النصح ان اقلل من استخدامي المفرط للتقنية وكأنني مراهق امامه, وضجر اصدقائي المقربين من سوء أدبي وانا معهم منشغلا بتلك الشبكات الافتراضية؟

أسئلة .. أسئلة .. ودوامة من الأسئلة ليست في حاجة لكل تلك الحيرة, فالحياة قدر كل حي, والسعادة والشقاء اختيار آني أمام كل عاقل, وليس له سوى أن يقرر حزمة من القرارت ربما تجعله سعيدا وربما شقيا, الا انه لا ييأس من روح الله الا القوم الكافرون

أنا الآن غير متصل بالإنترنت :)